الثلاثاء، 18 سبتمبر 2007

خــاطــــرة

بقالي فترة الخاطرة دي في دماغي و مش عارفة أبلورها في كلام.. انما ها قد آن الأوان، و اسمحوا لي ان أسطرها بلغة عامية بسيطة على قدر فهمي يعني

اللي يتأمل في سورة يوسف و قصة النبي العظيم ده يلاحظ انه بعد ما صمد امام إغراء امرأة العزيز و استغاث بربه انه ينجيه من فتنتها و ربنا استجاب له.. بعد ما عمل الطاعة الجامدة اوي دي و بعد نفسه عن الكبيرة دي.. حصل له ايه؟ تاني يوم لقى نفسه عزيز مصر؟ ملك مصر كرمه و ولاه منصب هام في الدولة؟.. طيب لقى بنت الحلال و تزوج بعدها على طول من امرأة حسناء؟ و لا رجع لأبوه و إخوته عرفوا خطأهم و أخدوا جزائهم؟.. طبعا معروف ان و لا حاجة من دي حصلت.. و اللي حصل برضه معروف و هو انه تعرض لفتنة أخرى من النساء اللاتي قطعن أيديهن و استغاث سيدنا يوسف بربه مرة أخرى ان يقيه فتنتهن و ألا يصب إليهن.. و بعدها على طول برضه حصل ايه؟ ببساطة إتــــســــجــــــن!

يعني بعض مننا لما بييجي على نفسه اوي و يبعد عن معصية او يعمل طاعة هو ما كانش قادر عليها، بيحط دي في باله اوي.. و يكون عاملها و هو متغصب على نفسه اوي.. و لما ينجح في انه يتجنب معصية ما مثلا بيقعد مستني الجزاء من ربنا.. هاه.. فين الجوايز اللي هاتنهال علية من السماء و فين الفتح و الرزق الوفير؟ عشان كده للأسف لما الصمود امام فتنة في حالة بعض مننا بيعقبها إبتلاء بننقلب على أعقابنا و نتحول لناس آخرين غير اللي كانوا من شوية صامدين امام الفتن و جامدين اوي.

تعالوا برضه نتأمل سيدنا يوسف عمل ايه لما دخل السجن؟ هل قال في نفسه يعني لما أطعت ربنا و صمدت امام فتنة زي دي اتسجنت.. امال بأه لو كنت عصيته كان حصل فية ايه؟.. ده ممكن يكون رد فعل بعض مننا.. انما سيدنا يوسف اللي عمله لما دخل السجن انه بدأ يشتغل.. ما ضيعش وقت في الحسرة و التفكير و ليه ربنا عمل فية كده؟.. انما بدأ يدعو رفقائه في السجن و كسب ثقتهم و لبث في السجن بضع سنين.. ياااااااااه.. بضع سنين؟ يعني بعد الفتنة و الانتصار عليها هي و فتنة أخرى من نفس النوع و ظهور الحق لعزيز مصر واضح امامه النتيجة كانت سجن؟ و سجن بضع سنين كمان؟ مش 6 أشهر مثلا او سنة؟ امال احنا مالنا هشين كده ليه؟ من أقل ابتلاء تلاقينا انهرنا و بدأنا ننعي حظنا؟ فين الثقة في حكمة الله في تدبير الأمور و انه هو يدبر الأمر؟

طبعا الكلام في الموضوع ده يطول بس حابة أركز على الخاطرة اللي كتير مننا مش واخد باله من ان ليس بالضرورة ان طاعة معينة او بعد عن معصية معينة يعقبه الجائزة الكبرى أو حدوث المعجزات.. ممكن برضه يعقبه ابتلاء أشد و عندئذ علينا الصبر و الاحتساب و اليقين في رحمة الله و عدله و حكمته.
<